أبيض باهت.. أسود واضح.. وحبة ألوان

يبدو أن اللوحة على وشك الانتهاء .. أيقنت أن قرار أن تكون هذه الفرشاة أو تلك هي الاخيرة لن يكون قرارها.. القدر, المكتوب, العمر هم وحدهم من سيقررون

وجدت ابتسامة سخرية تتسرب إلى شفتيها وهي تتذكر مقولة قرأتها بأن الانسان يكتسب الحكمة عند دنو أجله.. كان مبعث السخرية والفزع في وقت لاحق هو أنها لازالت شابة – في العقد الرابع من العمر وأنها ترى الان ما لا يراه آخرون

شعرت بوطأة الحكمة عندما رأت حياتها في اللوحة أمامها .. ابيض باهت تمثله ومضات سعادة .. اسود واضح لا وقت لتذكره أصلا و”حبة” ألوان متعددة بتعدد ألوان البشر وتغير طباعهم

ألقت نظرة شاملة على المرسم وماتت بعد الفرشاة الاخيرة وابتسامة السخرية تطبع الشفتين لكنها حرصت على أن تحمل فرشاتها الاخيرة لونها المفضل.. روز فاتح .. كما حرصت على أن توقع لوحتها الاخيرة باسمها: فلانة الفلانية

ولم يجد أهلها حيرة كبيرة في صياغة نعيها واكتفوا بنشر اللوحة

مايو 2010

Leave a comment